أهداف الدراسة
يهدف هذا المسح إلى تقييم تأثير التبييض المرجاني على الشعاب المرجانية المصرية، وتحديد معدلات التعافي، من خلال:
• رصد وتوثيق الحالة الراهنة للتبييض المرجاني ومقارنتها بالأحداث السابقة في أعوام 2012، 2020، 2023 و2024.
• قياس مدى انتشار الابيضاض داخل المجتمعات المرجانية المختلفة.
• دراسة تباين الابيضاض بين المناطق الجغرافية المختلفة وعلى أعماق مختلفة على طول ساحل البحر الأحمر المصري.
• تحديد أنواع وأجناس الشعاب المرجانية الأكثر حساسية أو مقاومة للإجهاد الحراري.
منطقة الدراسة والمنهجية
أصدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) تنبيهًا بحدوث ابيضاض مرجاني في البحر الأحمر. استجابت هيبكا ومحميات البحر الأحمر بتنشيط شبكة "بلووتش مصر"، حيث تم توزيع استمارات رصد الابيضاض على مراكز الغوص في الجنوب، وتم جمع تقارير أولية حول ظهور علامات ابيضاض الشعاب.
اعتمادًا على هذه التقارير، تم اجراء مسح ميداني شامل شمل خليجي السويس والعقبة وجميع مناطق الساحل المصري على البحر الأحمر. شملت الدراسة الشعاب في أعماق 2–5 أمتار و8–10 أمتار، في الشعاب الساحلية والبعيدة، وفي المواقع المحمية والمعرضة.
تم تقييم شدة الابيضاض من خلال فحص خمس نقاط على كل مستعمرة مرجانية، وتصنيف مستوى التبييض إلى ثمانية مستويات تتراوح بين "بدون ابيضاض" و"ميتة كليًا".
تقدير معدلات التعافي
تم اختيار وتحديد أكثر من 280 مستعمرة مرجانية قد تعرضت للابيضاض ومتابعتها، موزعة حسب الأنواع، المواقع، الأعماق، ظروف الحماية أو التعرض، والموقع الجغرافي (شمال/جنوب).
وبعد 45 يومًا، عاد الفريق العلمي لفحص هذه المستعمرات مرة أخرى، لتحديد:
• نسب الشعاب التي تعافت جزئيًا أو كليًا
• نسب الشعاب التي ظلت مبيضة
• معدلات الوفاة حسب النوع والموقع
النتائج الرئيسية للدراسة
1. التباين الجغرافي في الابيضاض
• يزداد الابيضاض المرجاني تدريجيًا كلما اتجهنا جنوبًا.
• سجلت منطقة الغردقة أدنى معدلات ابيضاض بنسبة 9% فقط (منها 1.6% متوهجة)، تليها منطقة خليج العقبة.
• في المقابل، سجلت منطقة وادي الجمال أعلى معدلات ابيضاض بنسبة 50.1% مبيضة و7.7% متوهجة.
2. تأثير العمق والموقع
• لوحظ أن الابيضاض كان أكثر حدة عند الأعماق الأكبر (10 أمتار) مقارنةً بالمناطق الضحلة.
• كما كانت الشعاب المحمية والساحلية أكثر تضررًا من الشعاب المعرضة أو البعيدة عن الشاطئ.
3. اختلاف التأثر حسب نوع المرجان
• كانت أجناس Acropora، Millepora، Pocillopora، Stylophora من بين الأكثر تأثرًا بالتبييض.
• بينما أظهرت أجناس Porites وEchinopora قدرة أعلى على مقاومة التغيرات الحرارية.
4. فروقات ملحوظة مقارنة بعام 2023
• توسع جغرافي: لأول مرة يتم رصد ابيضاض كبير في شمال البحر الأحمر، بما في ذلك الغردقة وخليج العقبة.
• تأثير العمق: أظهر عمق 10 أمتار ابيضاضاً أشد من الأعماق الضحلة.
• المد والجزر: تزامن الابيضاض مع انخفاض استثنائي في المد طوال شهر يوليو، مما زاد من إجهاد الشعاب الضحلة.
• حالة البحر: تميز شهري يونيو ويوليو بموجات حرارة طويلة وبحر هادئ جدًا، مما أدى إلى ضعف حركة المياه وفقدان التبريد الطبيعي للشعاب.
راجع الشكلين 4 و5 في التقرير الكامل للاطلاع على الخرائط والبيانات التفصيلية.
الدلالات البيئية وأولويات الحماية
رغم التحديات، تواصل الشعاب المرجانية في البحر الأحمر المصري إظهار معدلات تعافي عالية نسبيًا مقارنة بالشعاب في مناطق مثل الحاجز المرجاني العظيم والكاريبي. وقد بلغ متوسط معدلات التعافي التقديرية لعام 2025 ما بين %75–88، حسب الموقع والنوع المرجاني.
ومع ذلك، فإن هذه المقاومة ليست غير محدودة. تشير أحداث الابيضاض لعام 2024 إلى أن حتى المناطق المستقرة تاريخيًا بدأت تتعرض لضغوط حقيقية.
توصيات التقرير
لضمان استمرار بقاء الشعاب المرجانية، يوصي التقرير بما يلي:
• توسيع نطاق المناطق البحرية المحمية، لا سيما في الجنوب.
• تعزيز تطبيق القوانين المنظمة للصيد والبناء الساحلي.
• الاستثمار في برامج الرصد العلمي، ودعم المبادرات مثل "بلووتش".
• اتخاذ إجراءات عاجلة على المستوى العالمي للحد من انبعاثات الكربون.
• دعم استراتيجيات التعافي البيئي للشعاب الأكثر تأثرًا.
هذا التقرير ليس فقط وثيقة علمية، بل دعوة عاجلة للعمل. فبينما ما زالت شعاب البحر الأحمر تقاوم، إلا أن الوقت المتاح لحمايتها بدأ ينفد.
كما نُؤكد على دعوتنا لإعلان ساحل البحر الأحمر المصري منطقة محمية بالكامل، خاصة وأن المناطق المحمية حاليًا لا تتجاوز 50% فقط من إجمالي الساحل، رغم ما يحتويه من كنوز بيئية فريدة وتنوع بيولوجي استثنائي يستحق الحماية الكاملة.